نافذة

أدراج زقورتي Print

أدراج زقورتي


بلقيس حميد حسن


كنتَ تصعدُ أدراجَ زقورتي لاهثاً
بدون كلل
تشربُ كأسَ النبيذ القوي صباحاً
وقطعة خبزٍ بلونِ الحياة ِ
وها أنّ معبدنا ينتحب
فهلاّ شبعتَ من التيهِ بعد؟
وكنتُ أريدُ حريقاً بقوةِ حبكَ
خفتُ أن المعابدَ قد أقفلت ْ
ولن توقدَ شمعاتها في الكوى
وضعتُ الكؤوسَ ولمّعتها بذيلِ الليالي
وأدركتُ أن المياهَ ستطغى
وأنّ الرعودَ ستهوي عليَ
وأنّ السفينة منك تكون
انتظرتُ ككلِ النساء
رششتُ عطوري وبلـّلتُ ريقي برشفة ِ وردٍ
وكحّلت عينيّ
طفقتَ تراسلني من بعيد
باسم الالهِ, ومردوخ يسمع
يعلم كل بلاء الخطايا
صراخ الصغار وأدمعهم جففها جوعهم
مردوخ يدري بكلِ الهموم
ويصمتُ,
يصمتُ لا يستجيب
فباسم معابدنا الصامتة
وباسم الذي لا يجيب لدعواتنا
إني اليكَ نذرتُ مسامي
فهاتِ نبيذكَ
وامزجْ بخورك ياسيدي
تعال لأكملَ فيكَ صلاتي
على نهرِ دجلةَ, نهر الفرات
تعال وضعْ كل فيض الحياة ببطني
استبح كلّ عظمي وجسمي
لقاءً يـُقـدس في كل بابل
لعلّ الإله يرانا ويهتزّ
يشربُ نخباً بنا ثم يسكر
لعلّ الإله يعشقنا,
يرقّ علينا ويمحو الألم...

1-6-2012
من مجموعتي تحت الطبع" تأخرت القيامة وبقيت وحدي"